وبحسب الدراسة، شهدت الفترة بين عامي 1961 و2010، معاناة كل الدول الـ
18 التي كانت الانبعاثات الكربونية منها تقل عن معدل 10 أطنان من ثاني
أكسيد الكربون لكل فرد (9 أطنان تحديدا)، من التأثيرات السلبية الناجمة عن
ارتفاع درجة حرارة الأرض، وذلك من خلال انخفاض نصيب الفرد فيها من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل في متوسطها إلى 27 في المئة مقارنة بما كان
يفترض أن يكون عليه الحال، إذا لم تزد درجة الحرارة بالمعدلات السائدة في
الوقت الراهن.
وعلى النقيض من ذلك، فإن 14 من الدول الـ 19 التي زادت الانبعاثات الإجمالية التراكمية منها على 300 طن من ثاني أكسيد
الكربون لكل فرد (272 طنا بالتحديد) استفادت من الاحتباس الحراري، بزيادة قدرها في المتوسط 13 في المئة في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.
وتقول
الدراسة إن الأمر لا يقتصر على عدم مشاركة الدول الفقيرة في اغتنام
الفوائد الكاملة الناجمة عن استهلاك الطاقة فحسب، بل إن الكثير منها أصبحت أكثر فقرا - نسبياً - بفعل استهلاك البلدان الثرية للطاقة.
لكن نتائج هذه الدراسة واجهت بعض الانتقادات أيضا.
من
بين هؤلاء، سولومون سيانغ الذي يعمل في الولايات المتحدة وتعاون من قبل مع كلا الباحثين اللذين أعدا الدراسة التي تحدثنا عنها في السطور السابقة،
لكنه يختلف معهما في بعض النتائج التي خلصا إليها. فبالرغم من أنه يقول إنه
لا يوجد شك في صحة ما توصلت إليه الدراسة، بشأن التأثير الذي خلّفه ارتفاع درجة حرارة الأرض على الدول الأكثر فقرا، والتي يسودها طقس أكثر حرارةً من
غيرها، فإنه يشير في الوقت ذاته إلى أنه كان لهذه الظاهرة أثار محسوسة شعر بها سكان البلدان الأكثر ثراء كذلك.
ويقول: "نرى أضرارا تتكشف بشكل
متأخر في الدول الثرية، وذلك إذا ما استخدمنا الطرق التي اتبعها التحليل
الذي تضمنته تلك الدراسة. لذا فإذا ما نظرت في الفترة التي تعقب العام
الأول الذي ظهرت فيه التأثيرات السلبية للاحتباس الحراري، فسترى أن الأضرار تظهر بعد ذلك في الدول الأكثر ثراء والتي تسودها درجات حرارة أكثر برودة،
تماما كما يحدث في الدول الفقيرة ذات الطقس الأكثر دفئا وحرارة".
بالإضافة
إلى ذلك، لم تقدم الدراسة صورة واضحة بما يكفي، بشأن التأثير الذي لحق بالنمو في الدول الواقعة على خطوط عرض متوسطة، مثل الولايات المتحدة والصين
واليابان، وهي الدول صاحبة الاقتصادات الثلاثة الكبرى في العالم.
ويقول
كامبول إن تغير المناخ لا يفيد أحدا على المدى البعيد، مُحذرا من أن
استمرار هذه الظاهرة بلا انقطاع وبكامل قوتها الحالية سيجعلنا نواجه
"تغيرات جامحة في المناخ".
ويقول إنه "من الضروري أن تتحرك دول العالم الأكثر تسببا في الانبعاثات الكربونية، لتقليص انبعاثاتها على وجه السرعة".
ويضيف:
"يتعين على صناع السياسة التعامل مع مسألة التغير المناخي على محمل الجد
بشكل أكبر بكثير مما يفعلونه حاليا، وعليهم أن يتيقنوا من أن هناك وسيلة
للتحول العاجل بعيدا عن استخدام الوقود الأحفوري، وباتجاه الانتفاع بالطاقة
المتجددة".
تصاعد التوتر في الخليج بعد أن أعلنت كل من السعودية والإمارات تعرض ناقلات نفط تابعة للدولتين لأعمال تخريبية أثناء وجود هذه الناقلات في
المياه الأقتصادية لدولة الإمارات. وبدأ الاعلان من جانب الامارات يوم
الأحد 12 مايو عن تعرض 4 سفن تابعة لها للتخريب، ثم أعلنت السعودية الأثنين
13 مايو عن استهداف ناقلتي نفط سعوديتين، الأمر الذي أدانه بشدة مجلس
التعاون الخليجي، وكل من مصر والأردن. أما المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوسي فقد وصف الاحداث في بحر عمان بأنها "مقلقة ومؤسفة" وطالب
بالتحقيق فيها.
تأتي هذه التطورات في وقت تدق فيه طبول الحرب بين
واشنطن وإيران، وسط ترقب في المنطقة العربية، خاصة منطقة الخليج لما قد
تتركه مثل تلك الحرب، من تداعيات على المنطقة في حالة اندلاعها.
وبينما
تزيد واشنطن من ضغوطها، بإرسال القطع البحرية إلى المنطقة، وتحذر من المدى
الواسع لتلك الحرب، تقلل إيران من جانبها من خطورة التهديدات الأمريكية،
كما يقلل من خطورتها أيضا عدة مراقبين في المنطقة.
وكانت وسائل الإعلام الإيرانية، قد نقلت عن قائد قوات الحرس الثوري الإيراني، اللواء
حسين سلامي، قوله إن الولايات المتحدة لا تملك القدرة أو الجرأة، على شن
حرب على إيران، وإن حاملات الطائرات الأميركية ليست محصنة، كما نقلت وكالة
فارس الإيرانية للأنباء، عن عضو البرلمان الإيراني محمد علي بورمختار، قوله
إن اللواء سلامي أكد أن إرسال حاملة طائرات أميركية إلى المنطقة ليس سوى حرب نفسية، تسعى أميركا من ورائها لتخويف الشعب، وبعض المسؤولين العسكريين
من وقوع الحرب.
غير أن مراقبين آخرين، يرون أن اندلاع حرب بين إيران
والولايات المتحدة، ربما لا يكون أمرا مستبعدا، وأن هناك عدة عوامل، ربما
تسهم في زيادة هذا الاحتمال أهمها الأوضاع المتوترة حاليا في سوريا، ثم
الضغوط الداخلية التي يتعرض لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكذلك
التحقيقات المتتالية بشأن الفساد التي يتعرض لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، والتي قد تدفعهما إلى محاولة الهروب عبر سعي لانتصار
خارجي.
ومن وجهة نظر مراقبين في المنطقة العربية، تبدو تداعيات أي حرب إيرانية
أمريكية، هائلة على المنطقة العربية، في ظل ما تشهده المنطقة بالفعل من
حالة اضطراب، وتبدو منطقة الخليج وهي الأقرب لأي حرب محتملة بين الطرفين،
الأكثر تضررا في حالة حدوث تلك الحرب.
وفي العديد من المناسبات حذر
قادة عسكريون إيرانيون، من أن قواعد أمريكا في منطقة الخليج، ليست بمنأى عن
الصواريخ الإيرانية، في وقت يتوقع فيه المراقبون أن تستهدف إيران، في حالة شن هجوم عليها أول ما تستهدف، عدة دول خليجية مباشرة بصواريخها.
وبجانب
هجمات مباشرة من هذا النوع، فإن قادة إيرانيين، كانوا قد حذروا أيضا من أن طهران قد تلجأ إلى إغلاق مضيق هرمز، في وجه صادرات النفط الخليجية،
المتجهة إلى العالم في حالة تعرضها للهجوم، وهو ما يعني إيقاف صادرات النفط
من العراق وكل الدول الخليجية التي تمر عبر هذا المضيق، والتي تمثل نسبة خمس استهلاك العالم من النفط..
وبعيدا عن منطقة الخليج فإن تداعيات
حرب من هذا النوع في حالة اندلاعها، ستزيد في نظر البعض من حالة الانقسام
التي تعاني منها المنطقة العربية المضطربة بالفعل، والتي تشهد معسكرات متناحرة، فدول الخليج من جانبها وكذلك اسرائيل ستقف بكل ما أوتيت من قوة،
وراء أي هجوم أمريكي على إيران، في حين أن المعسكر العربي الموالي لإيران،
سيقف ضد مثل هذا الهجوم، وبجانب كل ذلك فإن حربا من هذا القبيل، ستعمق من حالة الاضطراب التي تشهدها عدة دول عربية، تمر حاليا بمراحل رفض لأنظمتها
بجانب ما قد تؤدي إليه من تعطيل لخطط التنمية وزيادة في نسب الركود والفقر.
No comments:
Post a Comment