أما جمانة التي عاشت معظم حياتها في حلب، وهي من منطقة الباب، فتقول لبي بي سي، إنها انتظرت 20 عاماً لتحصل على الطلاق.
تعيش
جمانة حالياً في بروكسل منذ عام 2016، وتقول: "كنت في التاسعة عشرة من
عمري عندما قرر والدي تزويجي بابن عمي دون موافقتي، لم أكن أرغب به، كنت أعشق الدراسة، لكنهم أقنعوني أنه الشخص المناسب لي، وإنني سأتعود وأحبه
لاحقاً".
وجرت العادة عند الكثير من العائلات المحافظة والمناطق
الريفية، أن ينتظر بعض كبار العائلة، رجالاً ونساءً في منزل العروسين ريثما
يتم التأكد من "عذرية الفتاة" في ليلة الزفاف.
وتصف جمانة بنبرة لا
تخلو من الألم ما وقع في تلك الليلة وكأنه حدث للتو قائلةً: "أغلق الباب علينا وطُلب منا أن نسرع لأن كبار العائلة بانتظار الخبر اليقين".
"كان الأمر سيئاً للغاية، لم يتحدث معي زوجي، بل سارع إلى إنهاء المهمة دون
إجراء أي حديث معي ولو لدقائق، في حين كنت أرتجف خوفاً ولا رغبة به" بحسب
وصفها.
وتضيف: "لكن حدثت المفاجئة، رغم ألمي النفسي والجسدي، لم يكن زوجي مبالياً إلا بانتظار بقعة الدم".
"لم
أنزف في تلك الليلة، فما كان عليه إلا أن يكسر هدوء الليل بصوته العالي
ويصرخ "لا يوجد دم"، مع إطلاقه لكلمات وألفاظ أخجل من قولها، كانت عيناه المحمرتان كجمرتين باستطاعتهما حرقي في تلك اللحظة".
أصيبت جمانة بخرس مؤقت دام لمدة ساعة من صدمتها وخوفها ولم تستطع النطق،
اقتيدت إلى الطبيب النسائي في نفس الليلة ولم ينتظروا حتى الصباح للتأكد
من "عذريتها" .
وتقول جمانة: "أتذكر الطبيب الذي بدأ بمواساتي كما لو أنه أبي، ووبخ زوجي بعبارات قاسية على ما فعله بها".
عاشت
بعد ذلك جمانة مكرهة مع زوجها الذي شهّر بها، لأن عائلتها وكل من حولها لم
يدعموها أو يؤيدوها على فكرة الانفصال، لا في تلك الليلة ولا على مر 20
عاماً من المشاكل بينهما.
لم تنسَ جمانة الإهانة أبداً، رغم مرور 20
عاماً، ورغم إنجابها لأربعة أولاد، إلا أنها انفصلت عنه حالما وصلت إلى بروكسل مع أولادها "انتقاماً منه ومن المجتمع" الذي لم يساندها بحسب
تعبيرها.
وتعيش جمانة مع أولادها في بروكسل، ولا تنوي الزواج مرة أخرى، بل تسعى إلى تحقيق حلم الدراسة التي انحرمت منه، ورعاية أولادها
وبناتها بطريقة تختلف عما تربت هي عليها.
وتضيف: "أنا سعيدة الآن لأنني استطعت أن أجلب ابنتَي إلى هنا، ولن يتكرر ما حدث معي، معهما أيضاً،
لم أطلق زوجي فقط، بل طلقت ذلك المجتمع الذي لم ينصفني أبداً".
تقول روزانا التي انفصلت عن خطيبها بعد ارتباط دام خمس سنوات: "وثقت به
وأحببته كثيراً، وفي إحدى لقاءاتنا، ألح علي وأقنعني بممارسة الجنس كوني
بمثابة الزوجة، فوافقته على ذلك في أحد الأيام وفعلتها".
ولكن وبعد ستة أشهر من ذلك، حدثت خلافات عائلية حادة بين أهلها وأهل خطيبها، "كانت الكارثة بأن انفصلا عن بعضهما البعض".
وتضيف
روزانا: "عقوبة فقدان العذرية لا تحتاج إلى نقاش في مجتمعنا، إنها القتل،
ولحسن حظي ساعدتني صديقتي ونصحتني بغشاء صيني الصنع عند طبيبة تقوم بهذه
العمليات بسرية تامة، ولولا تلك العملية الصغيرة، لكنت في عداد الأموات منذ
سنوات".
أما أمينة، وهي من عائلة محافظة وفقيرة مادياً، حدث لها
وسقطت في الحمام على عتبة الباب، ونزفت قليلاً في ذلك الوقت، إلا أنها لم
تفهم ما وقع لها، وأخبرت والدتها عن الأمر، التي سارعت بدورها إلى أخذها لطبيب نسائي لفحصها، وعلمت أنها فقدت غشاءها بحسب قولها.
وتقول: "كان
يوماً مروعاً بالنسبة لوالدتي، لم تعرف ماذا تتصرف، اجتمعت خالاتي الثلاث، ورتبوا لي موعداً لإجراء عملية إعادة رتق الغشاء بسرية تامة، لأن مثل تلك العمليات كانت ممنوعة في بلدنا، كما أن معظم الناس لم يكونوا ليصدقوا بأنني
تعرضت لحادث، بل كانوا سيشككون في عذريتي ما حييت".